
وصمة القلق في مجتمعاتنا: كيف نكسر حاجز الصمت؟
في مجتمعاتنا العربية، لا يزال الحديث عن الصحة النفسية يواجه الكثير من الحواجز، وأحد أبرز هذه الحواجز هو وصمة القلق. يُنظر إلى القلق في كثير من الأحيان على أنه ضعف أو مبالغة في ردود الفعل، بدلاً من كونه اضطراباً نفسياً حقيقياً يحتاج إلى فهم وعلاج. هذه النظرة المجتمعية الخاطئة تؤدي إلى الصمت، العزلة، وتفاقم الحالة لدى كثير من الأفراد الذين يعانون بصمت.
القلق ليس ضعفاً
القلق هو أحد أكثر الاضطرابات النفسية شيوعاً، ويؤثر على ملايين البشر حول العالم. منظمة الصحة العالمية (WHO) تصنف اضطرابات القلق ضمن أكثر أسباب الإعاقة النفسية شيوعًا، خصوصاً بين الشباب والنساء. ورغم ذلك، نجد أن كثيرين يخشون الاعتراف بما يشعرون به خوفاً من الحكم الاجتماعي أو فقدان ثقة الآخرين.
كيف تتشكل الوصمة؟
تنشأ وصمة القلق من مفاهيم خاطئة متجذرة في الثقافة، مثل:
أن القلق يمكن التغلب عليه “بالإرادة فقط”.
أن طلب المساعدة النفسية يعني “الجنون”.
أن الشخص القَلِق “مُبالغ أو حساس”.
كل هذه الأفكار تزرع شعوراً بالخجل وتدفع المصابين إلى العزلة، بدلًا من طلب الدعم.
كسر حاجز الصمت يبدأ من الوعي
كسر وصمة القلق لا يتطلب خطوات معقدة، بل يبدأ من:
نشر الوعي: عبر التحدث بشكل طبيعي عن القلق في البيت، المدرسة، والعمل.
تشجيع طلب المساعدة: وتوضيح أن اللجوء إلى مختص نفسي هو علامة قوة ووعي، وليس ضعفاً.
دعم المحيطين: أن نصغي دون إصدار أحكام لمن يعاني، ونُظهر التفهم بدلاً من النقد.
دور عيادة طمأنينة في دعم الصحة النفسية
في هذا السياق، تلعب عيادة طمأنينة للتأهيل والعلاج النفسي دورًا محوريًا في كسر حاجز الصمت حول القلق. تقدم العيادة برامج متخصصة لعلاج اضطرابات القلق، تشمل:
جلسات فردية مع أخصائيين نفسيين مرخصين.
ورش عمل للتوعية النفسية.
دعم نفسي لطلاب المدارس والمراهقين في بيئة آمنة ومتفهمة.
كما تعمل طمأنينة على تعزيز الشراكات المجتمعية مع المدارس والمؤسسات بهدف نشر ثقافة التوازن النفسي.
الخلاصة
وصمة القلق يمكن كسرها إذا بدأنا الحديث عنها بصدق وشجاعة. كل كلمة دعم، وكل خطوة نحو العلاج، هي جزء من الحل. ولنكن واعين أن القلق لا يُشفى بالصمت، بل يُعالج بالفهم، الدعم، والمساعدة المتخصصة. وعيادة طمأنينة هي المكان الآمن الذي يمكن أن تبدأ منه رحلة التعافي.