
دور التغذية السليمة في تخفيف أعراض الاكتئاب
العلاقة الوثيقة بين ما نأكله وصحتنا النفسية
في السنوات الأخيرة، ازداد الاهتمام العلمي بالعلاقة بين النظام الغذائي والصحة النفسية، خصوصًا ما يتعلق بالاكتئاب، وهو أحد أكثر الاضطرابات النفسية شيوعًا عالميًا. تشير الدراسات إلى أن التغذية السليمة لا تؤثر فقط على الصحة الجسدية، بل تلعب أيضًا دورًا مهمًا في دعم التوازن النفسي والتقليل من أعراض الاكتئاب.
كيف تؤثر التغذية على الدماغ والمزاج؟
الدماغ يعتمد بشكل كبير على العناصر الغذائية من أجل أداء وظائفه الحيوية. بعض المواد الغذائية تُسهم في إنتاج النواقل العصبية المسؤولة عن تنظيم المزاج مثل السيروتونين والدوبامين، وكلاهما يرتبط بانخفاض مستوياتهما بظهور أعراض الاكتئاب.
أهم العناصر الغذائية المرتبطة بتحسين الحالة النفسية تشمل:
أوميغا-3: توجد بكثرة في الأسماك الدهنية مثل السلمون والتونة، وتساعد في تقليل الالتهابات ودعم الاتصال العصبي.
فيتامين D: نقصه مرتبط بزيادة خطر الإصابة بالاكتئاب، ويمكن الحصول عليه من التعرض للشمس أو المكملات الغذائية.
فيتامينات B (خصوصًا B12 وB6 والفولات): تلعب دورًا في إنتاج النواقل العصبية، ويوجد الكثير منها في الحبوب الكاملة والخضروات الورقية.
المغنيسيوم: يساهم في تنظيم الاستجابة للتوتر، ويتوفر في المكسرات والبقوليات.
البروبيوتيك: صحة الأمعاء تؤثر بشكل مباشر على الدماغ، وتشير أبحاث حديثة إلى أن البكتيريا النافعة في الجهاز الهضمي يمكن أن تخفف القلق والاكتئاب.
التغذية والوقاية من الاكتئاب
أظهرت دراسة نُشرت في مجلة Nutritional Neuroscience أن الأشخاص الذين يتبعون نظامًا غذائيًا غنيًا بالفواكه، والخضروات، والحبوب الكاملة، والبروتينات الصحية، هم أقل عرضة للإصابة بالاكتئاب بنسبة تصل إلى 30% مقارنة بمن يعتمدون على الأغذية المعالجة والسكريات الزائدة1.
كما أن نمط “الدايت المتوسطي” (Mediterranean Diet)، الذي يشمل الدهون الصحية والبقوليات والخضروات وزيت الزيتون، أظهر نتائج إيجابية في تحسين المزاج وخفض مستويات التوتر والاكتئاب.
عيادة طمأنينة: دعم شامل للصحة النفسية والغذائية
في عيادة طمأنينة للتأهيل والعلاج النفسي، نؤمن بأن العناية النفسية الفعالة لا تقتصر على الجلسات العلاجية فقط، بل تشمل أيضًا توعية الفرد بعوامل نمط الحياة التي تساهم في تحسين حالته النفسية. ولهذا، تقدم العيادة خدمات متكاملة تجمع بين:
الاستشارات النفسية الفردية والجماعية.
التوجيه الغذائي للمصابين بالاكتئاب والقلق بالتعاون مع مختصين في التغذية العلاجية.
ورش توعوية حول العلاقة بين الغذاء والصحة النفسية، تستهدف الأفراد والأسر.
نهدف في طمأنينة إلى خلق بيئة علاجية شاملة تعزز من تعافي الفرد جسديًا ونفسيًا، وتمكنه من استعادة توازنه الداخلي ومواصلة حياته بنشاط وأمل.