
هل القلق مرتبط بوسائل التواصل الاجتماعي؟
في عصر الرقمنة المتسارع، أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية. منصات مثل إنستغرام، تيك توك، سناب شات وتويتر توفر لنا وسيلة للتواصل، ومتابعة الأخبار، وحتى التعبير عن الذات. ولكن، هل لهذا الحضور الرقمي المستمر آثار سلبية على صحتنا النفسية؟ وتحديدًا، هل هناك ارتباط بين استخدام وسائل التواصل الاجتماعي والقلق؟
العلاقة بين القلق ووسائل التواصل
تشير العديد من الدراسات الحديثة إلى وجود علاقة وثيقة بين الاستخدام المفرط لوسائل التواصل الاجتماعي وزيادة مشاعر القلق والتوتر، خاصة بين المراهقين والشباب. فمثلاً، وجدت دراسة نُشرت في Journal of Social and Clinical Psychology أن تقليل استخدام وسائل التواصل الاجتماعي إلى 30 دقيقة يوميًا فقط يمكن أن يقلل من مستويات القلق والاكتئاب [المصدر].
من أبرز الأسباب التي تربط القلق بهذه المنصات:
المقارنة الاجتماعية: رؤية حياة الآخرين “المثالية” يمكن أن تثير مشاعر النقص وعدم الرضا.
الخوف من الفوات (FOMO): شعور الشخص بأنه يفوّت شيئًا مهمًا إذا لم يكن متصلًا طوال الوقت.
التنمر الإلكتروني: أحد أخطر الأشكال الجديدة للعنف النفسي المنتشر على هذه المنصات.
قلة النوم: التصفح قبل النوم يعطل جودة النوم ويزيد من مستويات القلق.
هل جميع المستخدمين يتأثرون بنفس الطريقة؟
ليس بالضرورة. فدرجة التأثر تعتمد على عدة عوامل، منها:
العمر والجنس
طريقة استخدام المنصة (نشطة أم سلبية)
الوقت المستغرق يوميًا
الدعم الاجتماعي المتوفر للفرد خارج الإنترنت
كيف يمكن لعيادات طمأنينة أن تساعدك؟
في ظل هذا الواقع النفسي المعقّد، تقدم عيادات طمأنينة للتأهيل والعلاج النفسي خدمات متخصصة تساعد الأفراد على:
فهم العلاقة بين مشاعرهم واستخدامهم للتقنية
تطوير استراتيجيات صحية لاستخدام وسائل التواصل دون أن تؤثر على توازنهم النفسي
علاج حالات القلق المرتبطة بالعوامل الرقمية باستخدام العلاج المعرفي السلوكي وغيره من الأساليب النفسية الحديثة
إقامة ورش عمل توعوية للطلاب والمراهقين والأهالي لتعزيز الاستخدام الواعي للتكنولوجيا
فإذا كنت تشعر أن وسائل التواصل بدأت تؤثر على نفسيتك أو على أحد أفراد أسرتك، لا تتردد في التواصل مع فريقنا المتخصص في طمأنينة.