المقالات

Category: جميع المقالات

الأفكار الأجترارية وعلاقتها بالقلق والاكتئاب

5493

الاجترار: تعريفه وتأثيره النفسي:

الاجترار هو الانخراط في عملية تفكير سلبية متكررة تدور في الذهن بشكل دائري دون نهاية أو حلول واضحة. هذا النمط غالبًا ما يكون مزعجًا، ويصعب إيقافه، ويتضمن تكرار نفس الفكرة السلبية أو محاولة حل مشكلة غير قابلة للحل.

الطابع التكراري هو السمة الأساسية للاجترار. تدور نفس الأفكار أو المخاوف أو الأسئلة في الذهن مرارًا، وقد تستمر لساعات. وعلى عكس التفكير المنتج الذي يؤدي إلى حلول، فإن الاجترار يدور حول نفس القضايا دون إحراز تقدم.

وغالبًا ما تبدأ هذه الأنماط بأسئلة تبدأ بـ “لماذا؟”، مثل:

  1. “لماذا حدث هذا لي؟”
  2. “لماذا لا أستطيع حل هذا؟”
  3. “لماذا أرتكب نفس الأخطاء دائمًا؟”
    هذا النوع من الأسئلة التحليلية والتجريدية يُغذي المزيد من الاجترار بدلًا من الوصول إلى حلول عملية.

أولًا: الاجترار والاكتئاب:

كيف يتفاعل الاجترار مع الاكتئاب؟

أظهرت الأبحاث أن الاجترار يُعد أحد أبرز العوامل التي تساهم في تطوّر الاكتئاب واستمراره. عند دخول الشخص في نوبة اكتئاب، يبدأ عقله في الدوران داخل حلقة من التفكير السلبي حول مواقف سابقة، مشاعر العجز، وانعدام الأمل تجاه المستقبل. وهذا بدوره يعزز الشعور باليأس والعجز، مما يطيل أمد الحالة الاكتئابية.

الدائرة المفرغة: الاكتئاب يُغذي الاجترار، والاجترار يُغذي الاكتئاب:

الباحثون يرون أن العلاقة بين الاجترار والاكتئاب علاقة تبادلية. فالشخص المكتئب يصبح أكثر ميلًا لاجترار الأفكار السلبية، وهذا الاجترار يعمّق الشعور بالاكتئاب ويطيل فترته، وكلما طالت فترة التفكير المفرط بهذه الطريقة، زادت حدة الأعراض.

 

ثانيًا: الاجترار والقلق:

الاجترار كعامل رئيسي في القلق المزمن:

القلق وخاصة اضطراب القلق العام، يرتبط بشكل وثيق بالاجترار، لكن الفرق هنا هو أن الشخص القَلِق يركز أكثر على المستقبل، ويخشى حدوث أمور سلبية. الاجترار هنا يأخذ شكل القلق المستمر بشأن مواقف مستقبلية، واحتمالات حدوث الكوارث، مما يخلق شعورًا دائمًا بعدم الأمان.

الاجترار الاجتماعي:

يمكن أن تكون المواقف الاجتماعية محفّزة بشكل خاص للاجترار، حيث يعيد الكثيرون استعادة المحادثات في أذهانهم، يفكرون فيما قالوه أو لم يقولوه، ويقلقون بشأن كيف رآهم الآخرون. هذا النوع من الاجترار الاجتماعي يكون بارزًا خاصة لدى من يعانون من القلق الاجتماعي.

آثار الاجترار على الصحة النفسية والجسدية:

  • اضطراب النوم: التفكير المتكرر يمنع العقل من الاسترخاء، مما يؤدي إلى الأرق أو النوم غير المريح، وبالتالي يُفاقم الشعور بالتعب والإجهاد العقلي.
  • زيادة التوتر الجسدي: الاجترار يزيد من التوتر العضلي، خاصة في الرقبة والفك والكتفين، ما يسبب الصداع وآلامًا مزمنة.
  • الإجهاد البيولوجي: الاجترار المزمن يُنشّط محور الضغط في الجسم (HPA axis)، مما يؤدي إلى ارتفاع هرمون الكورتيزول وزيادة الالتهاب، وهذا بدوره يضعف المناعة وقد يؤثر على القلب والجهاز الهضمي.

طرق فعالة لكسر حلقة الاجترار:

  • فيما يلي بعض الطرق التي يقترحها المتخصصون في الصحة النفسية والتي يمكنك اتباعها بنفسك للمساعدة في كسر دائرة الاجترار:
  • كتابة الأفكار يمكن أن تساعدك في تهدئة التفكير أو رؤية الأمور من زاوية جديدة.
  • اداء أنشطة تقطع سلسلة التفكير السلبي وتركّز على ذكريات إيجابية.
  • حاول أن تتذكر عمدًا أوقاتًا تغلبت فيها على تحديات ونجحت رغم الصعوبات للمساعدة على تغيير مسار التفكير.
  • النشاط البدني وتغيير البيئة، خاصة الذهاب إلى أماكن لها ارتباطات إيجابية في ذاكرتك، يمكن أن يساعد أيضًا.
  • قسّم مشكلاتك الكبيرة إلى أجزاء صغيرة، وركز على حل جزء واحد في كل مرة، ضع خطة خطوة بخطوة، واكتبها، ثم ابدأ في تنفيذها، بخطوات صغيرة ومدروسة.

 العلاج النفسي: تدخل فعّال وعلمي:

أحد أكثر أشكال العلاج فعالية في مواجهة الاجترار هو العلاج المعرفي السلوكي (CBT)، الذي يساعد على تعديل التفكير السلبي، وهناك شكل متخصص منه يُعرف باسم العلاج المعرفي السلوكي الموجّه للاجترار (RF-CBT)، يركّز على تغيير نمط التفكير نفسه وليس فقط محتوى الأفكار. كذلك، يمكن أن تساعد تقنيات الاسترخاء، والممارسات السلوكية الأخرى في تخفيف الاجترار.

متى يجب طلب المساعدة؟

يجب التحدث إلى طبيب أو مختص نفسي إذا:

  • أصبحت الأفكار الاجترارية يومية وتؤثر على التركيز أو المزاج أو الأداء.
  • لا يستطيع الشخص السيطرة عليها إلا من خلال طقوس معقدة.
  • تزداد أعراض الحالة النفسية سوءًا.
  • تتضمن الأفكار الاجترارية ميولًا انتحارية أو إيذاء الذات.

الاجترار هو عملية ذهنية مؤذية قد تساهم في تكوين الاكتئاب أو القلق أو إبقائهما لفترة طويلة. ورغم طبيعته المعقدة، إلا أن التعامل معه ممكن من خلال الفهم، والملاحظة الذاتية، واتباع تقنيات التغيير الذهني والسلوكي. في حال عدم التحسن، فإن التوجه لمختص نفسي هو خطوة شجاعة وأساسية نحو حياة أكثر صفاءً ومرونة نفسية.

التشخيص الفارق: اضطراب الشخصية الحدية-اضطراب ثنائي القطب

83948

مقدمة:

غالبًا ما يتم الخلط بين اضطراب الشخصية الحدية (BPD) واضطراب ثنائي القطب (BD)، فكلا الاضطرابين يتّسمان بتقلبات حادة في المزاج، لكنهما يختلفان بشكل جوهري من حيث العوامل المسببة، الأعراض، وطريقة العلاج.

اضطراب الشخصية الحدية (BPD):

  • هو اضطراب يتسم بوجود نمط من العلاقات غير المستقرة والحادة (قد ينتقل الشخص من حب شديد لشخص ما في لحظة إلى كرهه في اللحظة التالية)، كما يوجد محاولات يائسة لمنع شخص ما من مغادرته أو التخلي عنه.
  • صورة ذاتية غير مستقرة تتسم بتغيرات متطرفة ومتكررة (قد يتنقل بين ثقة عالية بالنفس وانعدام شديد لتقدير الذات).
  • سلوكيات متهورة قد تؤدي إلى إيذاء النفس، مثل الإنفاق المفرط، العلاقات الجنسية غير الآمنة، تعاطي المخدرات، القيادة المتهورة، أو نوبات الأكل الشره.
  • نمط من السلوك الانتحاري أو إيذاء النفس.
  • نوبات شديدة من الحزن أو القلق تدوم لساعات وغالبًا لا تتجاوز بضعة أيام.
  • غالبًا ما يشعر بالفراغ (مثل الشعور بالملل، أو الإحساس بعدم وجود معنى أو هدف للحياة).
  • غضب شديد يفوق حجم الموقف، أو مشاكل في التحكم بالغضب (مثل الدخول في شجارات جسدية متكررة، نوبات غضب مستمرة).
  • أفكار عابرة من جنون الارتياب أو مشاعر ناتجة عن التوتر (قد يعتقد أن الآخرين لديهم نوايا سيئة تجاهه أو يخططون ضده) أو الشعور بعدم الواقعية أو الانفصال عن الذات أو العالم.
  • كما ان المشاعر الشديدة والسلوكيات الاندفاعية ليست سهلة السيطرة أو الكبح لدى الأشخاص الذين يعانون من اضطراب الشخصية الحدية، وقد تكون العلاقات مع العائلة والأصدقاء متوترة ومرهقة بسبب تقلباتهم المزاجية الشديدة، ويُظهر الأشخاص المصابون باضطراب الشخصية الحدية حبًا أو تقديرًا شديدًا لشخص ما، لكنه قد يتحول بسرعة إلى غضب أو كراهية شديدة.

اضطراب ثنائي القطب (BD):

  • اضطراب نفسي يتميز بفترات او نوبات دورية من الانفعالات العاطفية الشديدة التي تؤثر على مزاج الشخص وطاقته وقدرته على أداء وظائفه اليومية، تُعرف هذه الفترات باسم نوبات المزاج، وقد تستمر من عدة أيام إلى عدة أسابيع.
  • تنقسم نوبات المزاج إلى نوعين:
  • نوبات الهوس أو الهوس الخفيف، حيث يكون المزاج السائد مبتهجًا بشكل مفرط أو سريع الانفعال.
  • نوبات الاكتئاب، حيث يكون المزاج حزينًا بشدة أو تختفي القدرة على الشعور بالمتعة أو الفرح.
  • غالبًا ما يمر الأشخاص المصابون بالاضطراب ثنائي القطب أيضًا بفترات يكون فيها مزاجهم طبيعيًا (محايدًا).
  • ومع العلاج المناسب، يمكن للأشخاص المصابين بالاضطراب ثنائي القطب أن يعيشوا حياة كاملة ومنتجة.

أعراض اضطراب ثنائي القطب:

نوبة الهوس (Manic Episode):

نوبة الهوس هي فترة لا تقل عن أسبوع يشعر فيها الشخص بأنه مبتهج للغاية أو سريع الانفعال معظم اليوم في أغلب الأيام، ويملك طاقة أكثر من المعتاد، ويعاني من ثلاثة على الأقل من التغيرات التالية في السلوك:

  • انخفاض الحاجة إلى النوم (مثلاً: الشعور بالنشاط رغم النوم لساعات قليلة جدًا).
  • زيادة في سرعة الكلام.
  • تسارع في الأفكار أو الانتقال السريع من موضوع لآخر أثناء الحديث
  • سهولة التشتت.
  • زيادة في النشاط (مثل: القلق، أو العمل على عدة مشاريع في وقت واحد).
  • الانخراط في سلوكيات متهورة أو خطيرة (مثل: القيادة المتهورة، إنفاق المال باندفاع، أو الانخراط في علاقات جنسية غير آمنة).
  • يجب أن تمثل هذه السلوكيات تغيرًا واضحًا عن السلوك الطبيعي للشخص، وأن تكون ملحوظة من قبل العائلة أو الأصدقاء. كما يجب أن تكون شديدة بما يكفي للتأثير على العمل أو العلاقات أو الأنشطة الاجتماعية.
  • في كثير من الحالات، تتطلب أعراض الهوس العلاج في المستشفى لضمان سلامة الشخص.
  • خلال نوبات الهوس الشديدة، قد يعاني بعض الأشخاص أيضًا من تفكير غير منظم، أو معتقدات خاطئة، أو هلوسات، وتُسمى هذه الاعراض الذهانية.

نوبة الهوس الخفيف (Hypomanic Episode):

نوبة الهوس الخفيف تتصف بأعراض هوس أقل حدة، وتستمر لمدة أربعة أيام متتالية على الأقل بدلاً من أسبوع، أعراض الهوس الخفيف لا تسبب اضطرابات كبيرة في الوظائف اليومية كما هو الحال مع نوبات الهوس، لكنها قد تكون ملحوظة للآخرين.

نوبة اكتئاب جسيمة (Major Depressive Episode):

نوبة الاكتئاب الجسيمة او الكبرى هي فترة لا تقل عن أسبوعين يعاني فيها الشخص من حزن شديد أو يأس أو فقدان الاهتمام بالأنشطة التي كان يستمتع بها سابقًا، بالإضافة إلى أربعة على الأقل من الأعراض التالية:

  • الشعور بالذنب أو انعدام القيمة.
  • التعب أو فقدان الطاقة.
  • اضطرابات في النوم (زيادة أو قلة النوم).
  • تغير في الشهية (زيادة أو نقصان).
  • القلق الحركي (مثل: المشي المتكرر) أو بطء في الكلام أو الحركة.
  • صعوبة في التركيز.
  • أفكار متكررة عن الموت أو الانتحار.

الفرق بين اضطراب الشخصية الحدية واضطراب ثنائي القطب:

 

الأعراض

الشخصية الحدية

ثنائي القطب

التقلبات المزاجية

تغيرات سريعة في المزاج غالبا يومية

نوبات واضحة من الهوس والاكتئاب مع فترات استقرار

الاندفاعية

سمة ظاهرة منذ الطفولة أو المراهقة

تظهر في نوبات الهوس

الهوية

غير مستقرة

مستقرة

طبيعة العلاقات

علاقات غير مستقرة، مثقلة بالخوف من الهجر

علاقات مستقرة نسبيًا

سن ظهور الاضطراب

غالبا منذ البلوغ الباكر

غالبًا بين 12- 30 سنة

تقلبات صورة الذات

مرتبطة بالتفاعلات الاجتماعية

مرتبطة بعوامل داخلية مثل المزاج والدافعية

سلوكيات إيذاء الذات

يوجد غالبًا للتشتيت عن الألم العاطفي او للشعور بشيء ما

لا يوجد

تطور الاضطراب

يتحسن مع تقدم العمر

مزمن

خط العلاج الاول

جلسات العلاج نفسي

تدخل دوائي

الخلاصة:

يمثل التمييز بين اضطراب الشخصية الحدية واضطراب ثنائي القطب تحديًا، خصوصًا بسبب الأعراض المتداخلة مثل الاندفاعية، تقلب المزاج، ومحاولات الانتحار، يُعد أخذ تاريخ طبي مفصل، وفهم السياق العاطفي والاجتماعي للأعراض، والاستعانة بعائلة المريض من الأدوات الحاسمة للتشخيص الدقيق.

كما أن احتمال الترافق المرضي (comorbidity) بين الاضطرابين لا يجب إهماله، لأنه شائع جدًا.

 

المهارات التوكيدية: أداة فعالة لتعزيز العلاقات واحترام الذات

130007

 

1.المقدمة:

تُعد المهارات التوكيدية (Assertiveness Skills) من أهم المهارات الاجتماعية والنفسية التي تساعد الأفراد على التعبير عن آرائهم ومشاعرهم وحقوقهم بطريقة واضحة ومحترمة، دون انتهاك حقوق الآخرين. فهي تمثل توازناً بين الخضوع والعدوانية، وتُعد أساسًا للتواصل الفعّال، وبناء العلاقات الصحية، وتعزيز احترام الذات.

وفقًا لجمعية علم النفس الأمريكية (APA)، التوكيدية هي “اسلوب تواصل تكيفي يُعبِّر فيه الأفراد عن مشاعرهم واحتياجاتهم بشكل مباشر، مع المحافظة على احترام الآخرين”(APA Dictionary of Psychology, 2018).

2. أدوات المهارات التوكيدية:

أداة منظمة للتعبير عن الرغبات أو الرفض بطريقة فعالة:

  1. Describe – وصف الموقف بوضوح “
    صف الموقف الحالي (إذا لزم الأمر). التزم بالحقائق. أخبر الشخص بالضبط عمّا تَردُّ عليه.
    “أخبرتني أنك ستكون في المنزل وقت العشاء، لكنك لم تصل حتى الساعة الحادية عشرة.”
  2. Express – التعبير عن المشاعر “
    عبّر عن مشاعرك وآرائك بشأن الموقف. لا تفترض أن الشخص الآخر يعرف ما تشعر به.
    “عندما تأتي متأخرًا هكذا، أبدأ بالقلق عليك.”
    استخدم عبارات مثل “أنا أريد” بدلًا من “يجب أن تفعل”، و”أنا لا أريد” بدلًا من “لا ينبغي لك أن تفعل”.
  3. Assert – الطلب او الرفض بطريقة واضحة “
    أكد موقفك من خلال طلب ما تريده أو قول ‘لا’ بوضوح. لا تفترض أن الآخرين سيعرفون ما تريده. تذكّر أن الآخرين لا يستطيعون قراءة أفكارك.
    “سأكون ممتنًا حقًا لو اتصلت بي عندما تكون على وشك التأخير.”
  4. Reinforce – تعزيز أهمية الاستجابة “
    عزّز (كافئ) الشخص مسبقًا – إن صح التعبير – من خلال شرح الآثار الإيجابية للحصول على ما تريده أو تحتاجه. وإذا لزم الأمر، وضّح أيضًا العواقب السلبية لعدم الحصول على ما تريده أو تحتاجه.
    “سأشعر براحة كبيرة، وسيكون من الأسهل التعايش معي، إذا قمتَ بذلك.”
  5. Mindful – كن يقظًا “
    التركيز على الهدف وتجنب التشتت. تمسّك بموقفك. لا تخرج عن الموضوع. إذا قام الشخص الآخر بالهجوم، أو التهديد، أو حاول تغيير الموضوع، استمر في إعادة الحديث إلى وجهة نظرك. تجاهل الهجمات. تجاهل المشتتات.
  6. Appear Confident – الظهور بثقة “
    اظهر بمظهر الشخص الفعّال والواثق. استخدم نبرة صوت واثقة وطريقة جسدية تدل على الثقة؛ حافظ على تواصل بصري جيد. تجنب التلعثم، والهمس، والنظر إلى الأرض، أو التراجع.”
  7. Negotiate- التفاوض والمرونة “
    كن مستعدًا للعطاء من أجل الحصول. اقترح واطلب حلولًا أخرى للمشكلة. خفف من طلبك. قل ‘لا’، ولكن قدّم بديلاً، أو اقترح طريقة أخرى لحل المشكلة. ركّز على ما يمكن أن ينجح.
    ‘كيف يمكننا جعل هذا الأمر ينجح؟’

3. أمثلة تطبيقية:

  • في العلاقات الشخصية:
    التعبير عن عدم الرضا من سلوك معين دون اتهام الطرف الآخر.
  • في بيئة العمل:
    طلب تحسين ظروف العمل أو الاعتذار المهني بطريقة لبقة وواضحة.
  • في المواقف اليومية:
    رفض طلب غير مناسب من صديق بطريقة تحترم العلاقة.

المهارات التوكيدية ليست فقط أداة للتواصل، بل هي عنصر جوهري في الصحة النفسية والنجاح الاجتماعي، مع التدريب المستمر، والدعم العلاجي، والممارسة الواقعية تجعل من التوكيدية مهارة حياتية قابلة للتحقق والنجاح.

قلق الانفصال لدى الأطفال ورفض المدرسة

2150982141

المقدمة:

تُعد مرحلة الطفولة من أهم المراحل في حياة الإنسان، إذ تترك تأثيرًا بالغًا في تشكيل شخصية الطفل، وتكوينه النفسي وتؤدي الأسرة دورًا محوريًا في هذه المرحلة، حيث تؤثر طرق تعاملها مع الطفل سواء بالإفراط في الحماية أو بالإهمال أو الرفض على مدى توافقه النفسي. وقد تُسهم هذه الأساليب في ظهور اضطرابات نفسية مثل قلق الانفصال أو التعلق المرضي، خاصةً في السنوات الأولى من عمر الطفل، إذ تمثل له هذه المرحلة صدمة نفسية كبيرة تؤثر على قدرته على التكيف داخل بيئة المدرسة.

وغالبًا ما يظهر ذلك في شكل قلق واضطراب نتيجة غياب الإحساس بالأمان والطمأنينة، مما ينعكس على علاقاته مع الآخرين، وقد يمتد أثره ليؤثر على جوانبه التعليمية أيضًا.

ويعد اضطراب قلق الانفصال من اضطرابات القلق الاكثر شيوعًا عند الأطفال، ويظهر على شكل قلق مفرط وخوف شديد عند الانفصال عن شخص مرتبط به عاطفيًا، عادة أحد الوالدين أو مقدم الرعاية. بينما يعتبر القلق الانفصالي أمرًا طبيعيًا بين 6 و12 شهرًا، فإن تطور الاضطراب يكون في عمر أو سياق غير مناسب، ويؤثر بشكل كبير على جودة الحياة والوظائف اليومية.

اولاً: ما هو قلق الانفصال؟

في الدليل التشخيصي للاضطرابات النفسية DSM–5–TR، اضطراب قلق الانفصال يتمثل في وجود خوف أو قلق مفرط وغير مناسب للعمر التطوري عند الانفصال عن المنزل أو عن الأشخاص المرتبط بهم الفرد عاطفيًا. يظهر القلق في شكل توقع مستمر للفقد أو الأذى لمن يحبهم، أو الخوف من أحداث غير متوقعة قد تؤدي إلى الانفصال، مثل الضياع أو الاختطاف. كما يتجلى في رفض متكرر للذهاب إلى المدرسة أو العمل، والخوف من البقاء بمفرده أو النوم بعيدًا عن الشخصيات المرتبطة به. وقد ترافقه كوابيس متكررة مرتبطة بالانفصال، إضافة إلى شكاوى جسدية مثل الصداع أو آلام المعدة أو الغثيان عند توقع الابتعاد. تسبب هذه الأعراض ضيقاً ذا دلالة إكلينيكية أو ضعفاً في الأداء الوظيفي.

ثانيًا: العوامل المسببة لقلق الانفصال لدى الأطفال:

تتعدد العوامل التي تساهم في ظهور قلق الانفصال عند الأطفال في سن المدرسة، وتشمل عوامل بيولوجية، ونفسية، واجتماعية. من الناحية البيولوجية، يلعب العامل الوراثي دورًا مهمًا، حيث تشير الدراسات إلى وجود استعداد وراثي للإصابة باضطرابات القلق. أما العوامل النفسية فتتضمن التعلم الشرطي للقلق، بالإضافة إلى أنماط التعلق غير الآمنة التي يطورها الطفل مع مقدمي الرعاية. وفي الجانب الاجتماعي، تساهم الأنماط المفرطة في الحماية أو النقد في زيادة القلق، كما تلعب ضغوط الحياة الخارجية دورًا، مثل وفاة أحد الأقارب، أو مرض الطفل، أو الانتقال إلى منزل أو مدرسة جديدة، مما يزيد من شعور الطفل بعدم الأمان عند الانفصال عن والديه أو مقدمي الرعاية.

ثالثًا: طرق التدخل والعلاج:

لعلاج قلق الانفصال عند الأطفال، تختلف الاستراتيجيات حسب شدة الأعراض. في الحالات الخفيفة، يكفي تقديم التثقيف والدعم الأسري، مع الحفاظ على روتين يومي منتظم يمنحهم شعورًا بالاستقرار ويؤكد أن كل شيء سيعود لطبيعته قريبًا، ويساعد الانفصال التدريجي على خفض القلق عن طريق التدرج حتى يعتاد الطفل على الموقف، بالإضافة لإعطاء الطفل فرصًا لخوض أنشطة بمفرده، مثل اللعب مع أطفال آخرين أو حضور صف جديد، يساعده على بناء ثقته بنفسه وقدرته على تحمل الانفصال.

أما العلاج الأولي الموصى به فهو العلاج الذهني السلوكي، الذي يركز على التعرض التدريجي للمواقف المثيرة للقلق وتعديل أنماط التفكير السلبية، عادةً يُجرى العلاج على شكل جلسات تتراوح بين 10 و15 جلسة، مدة كل منها 60–90 دقيقة، مع تطبيق المهارات المكتسبة في المنزل لتعزيز الفعالية.

 قد يكون قلق الانفصال عند الأطفال مزمنًا إذا لم يُعالج، بينما يحقق التدخل المبكر نتائج جيدة رغم احتمالية الانتكاس. تشمل المضاعفات المحتملة او عوامل الخطر التغيب عن المدرسة، ضعف الأداء الأكاديمي، ومشكلات في الذاكرة واللغة، بالإضافة إلى زيادة خطر اضطرابات الشخصية والميل الانتحاري. لذلك، يُعد تثقيف الوالدين حول أساليب التعزيز الإيجابي والسلبي والفحص المبكر للأطفال والمراهقين أمرًا مهمًا.

رابعًا: الوقاية:

 لا توجد طريقة مضمونة تمنع ظهور قلق الانفصال عند الأطفال، لكن هناك خطوات ممكن تساعد في الوقاية ومنع تفاقم الاعراض:

  • إذا لاحظت إن قلق طفلك أكبر من الطبيعي مقارنة بالأطفال في نفس عمره، من الأفضل طلب استشارة مختص بأسرع وقت. التشخيص المبكر والعلاج ممكن يقلل الأعراض ويمنع الوضع من التدهور.
  • الالتزام بخطة العلاج مهم جدًا، لأنه يقلل من احتمالية عودة القلق أو زيادة الأعراض.
  • إذا كنت أنت نفسك تعاني من القلق أو الاكتئاب أو أي مشكلة نفسية، حاول تطلب العلاج والدعم القائم على الأدلة. فعندما تتعلم طرق صحية للتأقلم، تقدر تنقلها لطفلك وتساعده يواجه مخاوفه بشكل أفضل.

ونحن في عيادات طمأنينة للتأهيل والعلاج النفسي نساعدك في ذلك فلا تتردد في التواصل معنا وطلب الاستشارة .

تربية الاطفال بعد الطلاق

2150248217 1

كيف يمكن تربية الاطفال بعد الطلاق ١٤ نصيحة:

للأسف، في أحيان كثيرة لا يشفع الاشتداد في الحب لامتداد العلاقة، والتي يمكن أن تنتهي في أي وقت، وتصبح عبارات من قبيل “معا حتى يفرقنا الموت” منتهية الصلاحية.

مع الوقت يصبح الزوجان المتآلفان عدوّان لدودان في داخل وخارج قاعة المحكمة، ثم المرور برحلة طلاق سيئة، ممتزجة بكثير من الأسى والحزن ومواقف الإساءة والتلاعب من الشريك، والتي تصّعب صياغة معادلة “صنع” صداقة محتملة بعد الطلاق.

حقيقة قد تزعج، الشريك الذي انفصلت عنه سيكون في حياتك لمدّة طويلة، تحديدا عندما يجمع بينكما أطفال، والتي تعني بقاء حيّز من المصالح والاهتمامات والتطلعات المشتركة، وتجاوز العلاقة الذاتية المحصورة بـــــ”الأنا” لصالح علاقة مشتركة؛ تساهم في منع تسرّب أي عطب نفسي وعاطفي للأطفال.

14 نصيحة لتحقيق تربية مشتركة للاطفال عند الطلاق:

حاول أن تخرج من المنطقة العالقة:

قم بقطع حبال الحزن والأسى والغضب. نعم يبدو الكلام أسهل مما نتوقع، فيما لو مسّتنا واقعة الانفصال. مهما كانت رغبتك بالطلاق، لكن بالتأكيد هناك شعور بالخسارة والفقدان، هناك ألم يتسرّب بداخلك. بعضهم يتجاوزه بخفّة وسهولة، فيما يعلق آخرون لسنوات. إلى أن تبدأ مشاعرهم تتشافى تدريجيًا. وهذا، في واقع الأمر، يعتمد على عوامل كثيرة من بينها إحاطة الذات بعلاقات داعمة، وطلب المساعدة من مختص أسري يمكنه أن يساعدك في تجاوز هذه التجربة بأقل ضرر وخسارة ممكنة.

لقد بذلت وسعك:

تأكد تمامًا أنك قد بذلت وسعك في سبيل إنجاح هذه العلاقة، صبرت واجتهدت وحاولت وسعيت. لا أحد بالتأكيد يحبّ أن يصل إلى مرحلة الانفصال عن الشريك، لكن عندما تصبح الخسائر تضاهي المنافع، وحين تصبح الحياة ما بعد الزواج أسوأ ما قبلها. تصبح خطوة الانفصال أكثر أمنًا وسلامًا.

ضع حدودًا:

عبر إقامة “تعهدات الطلاق” بأن تكون واضحة وصريحة، بأن يتعهّد كلا الطرفين باحترام رغبات وأفكار ومشاعر الآخر والتعامل بحسن نيّة، والامتناع عن أية إساءة من شأنها أن تضر بمصلحة الأطفال. هذا التعهّد يجعل التواصل أكثر إيجابيّة وانفتاحًا، كما يمكنه أن يقلّص أية مشاكل أو مشاحنات من شأنها أن تقع لاحقًا.

أعد تعريف العلاقة:

حاول أن تعيد النظر للعلاقة بطريقة مختلفة، الشريك الذي أمامك بعد الانفصال ليس عدوّك ولا ندًّا لك، هو مجرد “متعاون والدي” معك من أجل أطفالك.

هناك عدة أمور من شأنها أن تسهل عليك إعادة بلورة رؤيتك للعلاقة، كتحسين مهارات الاتصال مع الشريك، والوفاء بوعودك، وقول الحقائق، وعدم المبالغة في رد الفعل إزاء الأشياء، والاعتراف بأخطائك. وتنحية الاعتبارات الذاتية جانبًا.

استثمر طاقتك في مكان آخر:

عبر غمر ذاتك بمجموعة من الأنشطة اليومية التي من شأنها أن تغيّر من نمط حياتك، هذا ينقذك من المشاعر السلبية للانفصال؛ فهي خطوة لإعادة اكتشاف الحياة بقلب وعقل مختلف. كما ويمكنك توظيف استثمار الطاقة بإنشاء علاقات وصداقات تغذّي حماسك تجاه الحياة وتقصّر مسافات الشفاء.

كن مستعدا وتحدث بالحقائق:

اجمع أطفالك، وأخبرهم بمشاركة الشريك عن قرار الانفصال، هناك حديث كثير يُقال حول طريقة الإخبار هذه، لكن المهم أن تفسح لهم المجال للتعبير عن مشاعره، وأن تطمئنهم وتهدئ من روعهم، في أن الانفصال لا يعني عدم رؤية أحد الوالدين معًا، أو عدم تناول وجبة عائلية أو مشاركة بعض الأنشطة. لا تتلاعب بالحقائق، ولا تزيّف لهم صورة الحياة القادمة، ولا تعدهم بما لا يمكن تحقيقه.

زوجان منفصلان والديّة مشتركة:

تذكّر أن شريكك هو أحد والديّ طفلك، عندما تقرر أن تدخل عالم الوالديّة فهذا يعني أن تضع نفسك في المرتبة الثانية، وأن تقدم مصلحة طفلك على نفسك، وأن يصبح التحالف المستقبلي مع الشريك أمرًا متاحًا ومقبولًا، فكما تقول أنايس نين: “الزواج عائلي، لكن الطلاق شخصي”.

لا تضغط على الأزرار الساخنة:

تحكّم بمشاعرك، حاول أن تمضي في طريق التسامح والمغفرة، فلم يعد هذا الشخص يسيطر على حياتك مجددًا.

أعلم أن هذا الأمر يبدو شاقًا وصعبًا، لكن ثق بي سيجعل شفاءك سريعًا، وسيعينك على المضيّ بحريّة أكثر في حياتك.

تذكر دومًا أنه لا أحد يربح في الطلاق، كلا الطرفان خاسران، تقول هانا مور “المسامحة هي اقتصاد القلب، إنها غفران يحميك من نفقة الغضب، ويحميك من تكلفة الكراهية، ويحميك من إهدار الأرواح”.

دع المنطق ينتصر على العاطفة:

عبر خلق والديّة منتجة، ورسم صورة الأسرة الجديدة بعد الانفصال، بوضع حدود للعلاقة، وترتيب أمور الزيارة، والسكن، والنفقة. دع الوالديّة الفعّالة تتقدم أمامًا. هذا لا يعني بالتأكيد أن تلغي مشاعرك، لكن ليس بالضرورة أن تجعلها تقودك وتتحكم بك. ضعها جانبًا.

لا تقلق، أطفالك بخير:

كل ما يحتاجه الأطفال هو بيت خالي من المشاجرات، ومن صور العداء اللفظي والجسدي والنفسي يوميًا، فمنزل متناغم وهادئ مع والدين منفصلين أكثر صحة على المستوى النفسي والعاطفي من منزل يعيش فيه والدان مجبران على البقاء معًا. ترى المحللة النفسية وأخصائية طب الأسرة بيتريك فايبخ بأنه في الانفصال وسيلة ممكنة لخلق حياة أفضل للأطفال في بعض الحالات تقول: “تتسبب الحرب المستمرة بين الأب والأم في تسميم الأجواء بالمنزل وانشغالهما بصراعهما ونسيان الأطفال، فعندما يتشاجر الآباء بشكل شبه دائم يمكن للانفصال حينها أن يهدئ من حدة الحياة”.

كن ودودًا ومهذبًا:

تحدّث بشكل إيجابي عن شريكك أمام أطفالك، تجنب اللوم والنقد والمقارنة، كن مهذبا ودودًا فيما لو ذكرته أمامهم، لا تخدش صورته، ولا تظهره كما لو أنه وحشٌ قد قضَّ عشّ الزوجية. لأجل أطفالك هذب حديثك، ورّكز على إيجابياته ومناقبه الحسنة. فهذا من شأنه أن يجعل انفصالك صحيًّا.

لا تجعل طفلك يختار:

أرجوك، لا تجعل طفلك طرفًا في معادلة الانحياز، بأن يتعاطف أو يميل أو يصطف معك في مواجهة الشريك، لا تقحمه في مثل هذه المعارك، ولا تجعله يختار بينكما، كيلا يتحوّل إلى كبش فداء.

علّمه أنه لا يمكن العيش دون عائلة، وأن مسعاه لنشر الحب بين الوالدين هي شجاعة للتخفيف من ضوضاء العلاقة بينهما.

السرّ السيء:

لا تعلّم طفلك أن يخفي الأسرار عن شريكك، فهذا قد يدفعه للكذب، ويُفقد ثقته بك، ويرسم صورة بأن والديه ليسا مصدران للأمان. كما وتجنب القيام بفعل وقول ما يجعل طفلك مضطراً للتغطية على تصرفاتك. علّم طفلك أن يكون واضحًا وصريحًا كي لا يطالك إخفاء الأسرار. وينطبق الأمر على ترك إجباره في إخبارك كل شيء عن الشريك.

خبرات داعمة:

تعرّف على أشخاص مرّوا بخبرة الانفصال، استمع إليهم وتشارك معهم مشاعرك وأفكارك، واختر ما يمكن أن يساعدك على تخطي محنة الانفصال.

لا تنشئ علاقات غرامية جديدة:

تمهّل، خذ وقتًا، ولا تندفع نحو إقامة علاقات غرامية أو ارتباط جديد. تجنب محاولات الانتقام من الشريك بهذه الطريقة. خذ وقتك للتشافي من العلاقة السابقة، واختر الشريك القادم بعناية ووعي تامّيْن.

هل تحتاج الى معالج نفسي؟

2148036549

كيف تعرف انك بحاجة الي معالج نفسي؟

في لحظات معينة، قد تشعر وكأنك تنهار من الداخل تبتسم في وجه الجميع، بينما في أعماقك تصرخ طلبًا للنجدة، تصرخ لأن لا أحد يفهمك، ولا تملك الكلمات لشرح ما تمر به. وصوتك الداخلي يقول لك: “هل أنا بخير؟ أم أن هناك شيئًا فعلاً لا أستطيع تحمله وحدي؟”

كيف أعرف إذا كنت بحاجة لمعالج نفسي؟

الشعور بأن “شيئًا ما ليس على ما يرام” قد يرافقك لفترة دون أن تعرف تحديدًا ما يحدث داخلك، ووفقًا للجمعية الأمريكية للطب النفسي (APA)، العلاج النفسي ليس مخصصًا فقط لمن يعانون من مشكلات “كبيرة”، بل يمكن أن يكون مفيدًا في التعامل مع التوتر، التغيّرات الحياتية، الصدمات، أو حتى الشعور بعدم الاتزان العاطفي.

علامات تشير إلى أنك قد تكون بحاجة إلى معالج نفسي:

  • مشاعر الحزن أو القلق لا تختفي وتؤثر على حياتك اليومية.
  • صعوبة في النوم، أو النوم المفرط.
  • فقدان الحافز أو الاهتمام بالأشياء التي كنت تحبها.
  • توتر دائم، نوبات غضب، أو تقلبات مزاجية حادة.
  • أفكار متكررة وسلبية، أو شعور دائم بالذنب أو انعدام القيمة.
  • المرور بتجربة مؤلمة مثل فقدان، انفصال، أو حادث ولم تستطع تجاوزها.
  • الاعتماد على سلوكيات ضارة (مثل الأكل المفرط، الإدمان، أو الانعزال) للتأقلم مع الضغط.

    حتى لو لم تكن متأكدًا تمامًا، فإن التحدث مع معالج نفسي يمكن أن يساعدك في فهم حالتك، وتحديد ما إذا كنت بحاجة إلى علاج نفسي منتظم أو لا.

ما هو دور المعالج النفسي؟

المعالج النفسي ليس مجرد مستمع جيد فحسب، وإنما هو مختص مؤهل علميًا لمساعدتك على فهم مشاعرك، وتحليل أنماط تفكيرك وسلوكك، وتطوير استراتيجيات فعّالة للتعامل مع الصعوبات التي تمر بها، لمساعدتك على:

فهم مشاعرك وأفكارك وسلوكك: لماذا تشعر بما تشعر؟ ولماذا تتصرف بطريقة معينة؟

تحديد جذور الصعوبات النفسية: سواء كانت من الطفولة، التجارب السابقة، أو الضغوط الحالية.

تعلّم طرق صحية للتعامل مع الخوف القلق، الحزن، الغضب وغيرها من الانفعالات.

تطوير مهارات التواصل واتخاذ القرار.

إعادة بناء الثقة بالنفس، وتحديد الأهداف الشخصية.

هل العلاج النفسي آمن؟

من أكثر الأسئلة التي تراود أي شخص يفكر في العلاج النفسي للمرة الأولى: “هل سيتسبب لي العلاج في ضرر؟ هل سأندم؟ هل سيتم استغلالي؟”… الإجابة لا، لأن العلاج النفسي آمن تمامًا بشرط أن يكون المعالج النفسي مؤهلًا، مرخّصًا، ويعمل وفق أخلاقيات المهنة  التي حددتها الجمعية الأمريكية للطب النفسي:

السرية التامة: ما تقوله في الجلسة لا يخرج منها أبدًا، إلا في حالات نادرة جدًا تتعلق بالسلامة.

عدم إصدار الأحكام: مهما كانت أفكارك أو تجاربك، لن يتم الحكم عليك.

الاحترام الكامل لشخصك وحدودك ومشاعرك.

العمل على مصلحتك فقط، دون استغلال أو فرض أي رأي.

مع ذلك، من المهم أن تشعر بالارتياح تجاه المعالج الذي تعمل معه. إن شعرت بعدم الأمان أو الانزعاج، من حقك تمامًا أن تتحدث بصراحة أو تفكر في تجربة معالج نفسي آخر.

ما الفرق بين المعالج النفسي والطبيب النفسي؟

الفرق بين المعالج النفسي والطبيب النفسي قد يكون محيّرًا للكثيرين، خاصةً أن كلاهما يعمل في مجال الصحة النفسية. لكن لكل واحد منهما دور مختلف وأدوات مختلفة في العلاج.

المعالج النفسي (Psychotherapist):

الخلفية العلمية: غالبًا دارس علم نفس أو علاج نفسي (ماجستير/دكتوراه)

طبيعة العلاج: جلسات حوارية، علاج معرفي سلوكي، دعم عاطفي.

الوصف الدوائي: لا يحق له وصف الأدوية النفسية.

التركيز: فهم المشاعر والسلوك وتغيير طرق التفكير.

متى تلجأ له؟ إذا كنت تعاني من قلق، توتر، صدمات، اكتئاب خفيف إلى متوسط، أو تحتاج لدعم نفسي عاطفي.

الطبيب النفسي (Psychiatrist):

الخلفية العلمية: طبيب درس الطب ثم تخصّص في الطب النفسي.

طبيعة العلاج: تشخيص طبي، وصف أدوية، وقد يحيل للعلاج النفسي.

الوصف الدوائي: الوحيد الذي يمكنه وصف الأدوية النفسية ومتابعة تأثيرها.

التركيز: التعامل مع الاضطرابات العقلية من منظور طبي.

متى تلجأ له؟ إذا كانت حالتك تتطلب تقييمًا طبيًا، أو كنت تعاني من أعراض حادة مثل الهلاوس، الأوهام، نوبات الذعر الشديدة، أو تحتاج إلى علاج دوائي.

في بعض الحالات، يُفضل الدمج بين العلاج النفسي والدوائي، أي أن يعمل المعالج والطبيب جنبًا إلى جنب لتحقيق أفضل نتيجة ممكنة.

هل العلاج النفسي يساعد في مشكلات الاكتئاب والقلق؟

نعم، العلاج النفسي يُعتبر من أنجح الوسائل لعلاج الاكتئاب والقلق. وبدون مبالغة، هو أساس رحلة التعافي الذي أثبت وعن جدارة فعاليته في تخفيف الأعراض المرتبطة به، وتحقيق تحسّن طويل الأمد دون الحاجة الدائمة إلى الأدوية…. والمساعدة التي يقدمها العلاج النفسي تتمثل في:

تحديد الجذور النفسية للمشكلة وفهم الأسباب الكامنة وراء مشاعرك، سواء كانت مرتبطة بتجارب سابقة، أفكار سلبية متكررة، أو ضغوط حياتية مستمرة.

تعلم مهارات التعامل مع القلق والتوتر من خلال العلاج، تكتسب أدوات فعالة لإدارة نوبات القلق، الأفكار الوسواسية، أو مشاعر الحزن الحادة.

تصحيح أنماط التفكير السلبية باستخدام تقنيات مثل العلاج المعرفي السلوكي (CBT)، لمساعدتك في إعادة تشكيل الأفكار السلبية.

دعم مستمر وشعور بالأمان، فـ مجرد وجود شخص يسمعك دون حكم، ويفهمك بعمق، يمكن أن يخفف الكثير من العبء النفسي الذي تحمله وحدك.

العلاج النفسي لا يزيل الألم بضغطة زر، لكنه يعطيك أدوات واقعية لتتعامل مع الحياة بقوة ووعي وهدوء داخلي.

ما هو نوع العلاج النفسي الذي أحتاجه؟

هذا السؤال طبيعي جدًا، لكن العلاج النفسي ليس قالبًا واحدًا يناسب الجميع. بل هناك أنواع متعددة من العلاج، ولكل نوع طريقة مختلفة في التعامل مع مشكلاتك، بحسب حالتك، شخصيتك، وحتى تفضيلاتك.

أولًا: كيف يتم تحديد النوع المناسب؟

نوع العلاج الذي تحتاجه لا تقرره وحدك، بل يتم تحديده من خلال جلسات التقييم مع المعالج النفسي. في هذه الجلسات، يتم التعرف على مشكلتك الأساسية، مدة الأعراض، تأثيرها على حياتك، وتاريخك النفسي، ليتم بعدها اختيار الأسلوب الأنسب.

ثانيًا: أهم أنواع العلاج النفسي والأوقات التي يُستخدم فيها:

‏‏(1) العلاج المعرفي السلوكي (CBT):

من أكثر أنواع العلاج استخدامًا وفعالية.

يشمل مهارات عملية وتمارين بين الجلسات.

يعتمد على العلاقة بين الأفكار، المشاعر، والسلوك.

يساعدك على التعرف على الأفكار السلبية التلقائية واستبدالها بأفكار منطقية.

يُستخدم بشكل فعال في: الاكتئاب والقلق، الرهاب الاجتماعي، الوسواس القهري، اضطرابات النوم، واضطرابات الأكل

(2) العلاج السلوكي الجدلي (DBT):

  • مبني على CBT، لكنه يركز على التنظيم العاطفي وتحسين مهارات التعامل مع الآخرين.
  • مفيد لمن يعانون من الاندفاع، تقلبات المزاج، أو إيذاء النفس.
  • يشمل تعليم مهارات في: اليقظة الذهنية (Mindfulness)، تحمل الضيق والانفعالات، وتحسين العلاقات.
  • فعال جدًا في حالات: اضطراب الشخصية الحدية، إيذاء النفس، وتقلبات المزاج الحادة.

(3) العلاج النفسي الديناميكي (Psychodynamic Therapy)

  • يُركز على اللاوعي، وتأثير التجارب والعلاقات القديمة على الحاضر.
  • يساعدك على فهم “لماذا” تتكرر بعض أنماط الألم أو الفشل في حياتك.
  • يستهدف المشاكل المزمنة، والصدمة العاطفية، وأزمات الهوية.
  • قد يستمر لفترة أطول من العلاجات الأخرى.

(4) العلاج الإنساني (Humanistic Therapy):

  • يقوم على احترام الفرد وثقته بقدرته على النمو والشفاء.
  • يُشجع على التعبير الذاتي، واتخاذ القرارات بحرية.
  • يساعدك على تقبّل ذاتك والتصالح مع مشاعرك.
  • مناسب لمن يشعرون بالضياع، أو من يواجهون أزمة هوية.

(5) العلاج باللعب أو الفن (Play or Art Therapy):

  • يُستخدم مع الأطفال أو حتى بعض البالغين الذين يجدون صعوبة في التعبير بالكلام.
  • من خلال اللعب، يمكن للمعالج فهم المشاعر والسلوكيات الداخلية للطفل.

يُستخدم في حالات: اضطرابات القلق لدى الأطفال، اضطرابات التعلّق، اضطراب التوتر والتعرّض للعنف أو الطلاق

(7) العلاج الجماعي أو الأسري:

فعّال في حالات العلاقات المضطربة أو الصدمات المشتركة، لأنه:

  • يركّز على العلاقات داخل الأسرة أو بين الشريكين.
  • يساعد على تحسين التواصل، فهم الصراعات، وحلها بشكل صحي.

    يُستخدم في: مشكلات الزواج والعلاقات العاطفية، مشكلات المراهقين داخل الأسرة، الصدمات العائلية (مثل الفقد أو الطلاق)

ثالثًا: هل يمكن دمج أكثر من نوع؟

نعم. أحيانًا يستخدم المعالج مزيجًا من أكثر من نوع، بحسب تطور حالتك ومدى استجابتك، وهو ما يسمى أحيانًا بـ العلاج التكاملي (Integrative Therapy)

ولا تقلق إن لم تكن تعرف النوع المناسب لك من البداية  فهذه مسؤولية المعالج النفسي، المهم أن تكون مستعدًا لتجربة رحلة الفهم والتغيير!

هل يمكنني التحدث مع معالج نفسي عبر الإنترنت؟

نعم، والأمر أصبح في غاية السهولة والراحة والانتشار خاصة في السنوات الأخيرة، سنوات ما بعد جائحة كوفيد-19، حيث بدأ الناس يكتشفون فعالية وراحة العلاج النفسي عن بُعد، كما أنه يُعتبر فعّالًا جدًا، ونتائجه لا تقل جودة عن العلاج الحضوري، خصوصًا في حالات مثل:

  • القلق
  • الاكتئاب
  • اضطرابات النوم
  • الصدمات العاطفية
  • مشاكل العلاقات

وتتمثل مميزاته في:

  • الخصوصية التامة والراحة الأكبر (خاصة للناس اللي بتحس بالتوتر من زيارة العيادات).
  • توفير الوقت والمجهود، خصوصًا إذا كنت تعيش في منطقة بعيدة أو مزدحم بالعمل.
  • إمكانية الاختيار من بين معالجين متعددين، دون التقيد بالموقع الجغرافي.
  • في كثير من الأحيان، التكلفة أقل مقارنةً بالعلاج الحضوري.

لكن لا يُنصح به لـ:

  • الأشخاص الذين يفضلون التفاعل وجها لوجه ويشعرون بأن الاتصال عبر الشاشة لا يكفي.
  • بعض الحالات النفسية الشديدة أو المعقّدة التي تتطلب حضورًا جسديًا وتقييمًا مباشرًا.

وبالنسبة لغالبية الناس، وخاصةً من يبحثون عن بداية آمنة وسهلة، فإن العلاج عبر الإنترنت هو خيار عملي ومطمئن. ومنصات مثل “حاكيني” صُممت لتكون هذا الجسر الآمن بينك وبين من يفهمك.

كيف تختار المعالج النفسي المناسب؟

اختيار المعالج النفسي المناسب يشبه إلى حد كبير اختيار شريك في رحلة عميقة ومليئة بالثقة، لأنه هو الشخص الذي ستشاركه أعمق مشاعرك، مخاوفك، وتحدياتك لذلك من الطبيعي أن تشعر بالحيرة. لكن بمجرد أن تعرف ما الذي تبحث عنه، ستصبح هذه الخطوة أسهل كثيرًا.

أولًا: حدّد احتياجك النفسي

قبل اختيار المعالج، اسأل نفسك:

  • ما الذي أعاني منه حاليًا؟ (قلق، اكتئاب، صدمة، فقدان، مشكلات علاقات، توتر)
  • هل أبحث عن دعم عام؟ أم لدي مشكلة محددة أريد معالجتها؟
  • هل أفضّل التحدث مع رجل أم امرأة؟
  • هل تهمني خلفية المعالج الثقافية أو الدينية؟

هذه الأسئلة تساعدك على تضييق نطاق البحث واختيار من يناسبك شخصيًا.

ثانيًا: تحقق من مؤهلات المعالج:

اختر معالجًا:

  • حاصلًا على شهادة معتمدة في العلاج النفسي أو الإرشاد النفسي.
  • مرخّصًا من جهة رسمية أو نقابة معترف بها.
  • لديه خبرة في التعامل مع مشكلات مشابهة لما تمر به.
  • منصات موثوقة تهتم بجودة الاختصاصيين العاملين لديها، وتُظهر لك خلفيتهم التعليمية وتخصصاتهم بوضوح.

ثالثًا: اطّلع على أسلوبه العلاجي:

ليس كل معالج يعمل بنفس الطريقة. بعضهم يستخدم العلاج المعرفي السلوكي (CBT)، والبعض الآخر يستخدم العلاج الديناميكي، أو تقنيات التأمل واليقظة (Mindfulness)… لذا، اقرأ وصف المعالج، وتأكد أنه يستخدم أسلوبًا تشعر أنه مناسب لك.

رابعًا: جرّب جلسة أولى تقييمية

لا بأس في تجربة جلسة أولى دون التزام طويل الأمد، لأنه هذه الجلسة قد تكون جزء فيصلي ومفيد لتسأل نفسك:

  • هل شعرت بالأمان أثناء الحديث معه؟
  • هل كان مستمعًا جيدًا؟
  • هل فهم ما أمرّ به دون أن يحكم عليّ؟
  • هل شعرت بالارتياح والصدق في التفاعل معه؟

إذا شعرت بعدم الارتياح، هذا لا يعني أن المشكلة منك. أحيانًا التوافق بين الأشخاص يحتاج إلى التجربة مع أكثر من معالج حتى تجد الشخص المناسب لك تمامًا.

خامسًا: راجع تقييمات وآراء الآخرين:

اقرأ تقييمات العملاء السابقين إن وُجدت واعلم أن التقييمات ليست قاعدة مطلقة، لكنها قد تعطيك تصورًا عن طريقة تعامل المعالج، وفعالية جلساته.

سادسًا: الثقة والارتياح هما العامل الحاسم:

أهم معيار على الإطلاق هو: هل تشعر بالأمان والثقة مع هذا المعالج؟ حتى أفضل المعالجين علميًا قد لا يكونوا مناسبين لك إن لم تشعر بالارتياح معهم لذلك اتبع حدسك، وخذ وقتك في الاختيار.

وتذكّر: أنت لا تبحث فقط عن مختص بل عن شخص “يفهمك بحق”.

هل يقتصر العلاج النفسي على التحدث فقط؟

الانطباع الشائع عن العلاج النفسي هو أنه مجرد “حديث”، لكن الحقيقة أعمق من ذلك بكثير، وأعمق من مجرد حوار عادي بل حوار علاجي منظم، موجه، وله أهداف واستراتيجيات مدروسة، وتعتمد على:

  • طرح أسئلة دقيقة لمساعدتك على اكتشاف أنماط التفكير والسلوك.
  • استخدام تقنيات محددة كـ إعادة البناء المعرفي، الاستبصار، المواجهة التدريجية، وتمارين السيطرة على الانفعالات.
  • تعلّم مهارات: مثل إدارة التوتر، تنظيم المشاعر، حل المشكلات، والتواصل الفعّال.
  • تمارين عملية تُطلب منك خارج الجلسات (Homework)، مثل مراقبة أفكارك أو تجربة استجابات جديدة.
  • أحيانًا يُستخدم الرسم، الكتابة، التأمل، أو اليوغا كجزء من العلاج التكميلي، خاصة في المدارس العلاجية الحديثة.

إذن، فالعلاج النفسي ليس “ثرثرة”، بل عملية علاجية مدروسة تهدف لتغيير نمط التفكير، وتحقيق تحوّل داخلي حقيقي.

الغيرة الزائدة

28669

ما هي الغيرة الزائدة؟

هل أحسستِ يوما بمشاعر خانقة مثل الغيرة حين توقف زوجك ليحادث زميلته الجميلة في العمل؟ ماذا عندما تبادلت زوجتكَ الحديث مع قريب لها في العيد وإسهابهما في السؤال عن الأحوال؟ أو ربما عندما لاحظتِ ازدياد قوة العلاقة بين صديقتك المقربة وفتاة أخرى ومحاولتك تتبع أخبار تواصلهما وخروجهما سوية بدونك؟

تلك مشاعر جياشة تستحق أن ننظر إليها من منظور نفسي محاولين أن نتعرف على حقيقتها، علّنا نستطيع التخفيف من أثرها السلبي على من يشعر بها وبالتالي الحفاظ على العلاقة صافية من تلك الخصلة واسعة الانتشار، بالرغم من كونها خصلة مزعجة ومؤذية في العلاقات الزوجية او المجتمعية.

يمكننا تعريف الغيرة بأنها مجموعة معقدة من الأفكار والسلوكيات والمشاعر التي تظهر كردة فعل على تهديد حقيقي أو متخيل لعلاقتنا بمن نحب، تكون المشاعر مختلطة من الغضب والحزن والاستياء والعجز. وهي تختلف عن الشعور بالغيرة من الآخر لامتلاكه من المال أو الجمال أو المركز المرموق أو الوظيفة المثالية وغيرها مما يسعى إليه الإنسان، وتختلف عنها باشتراط وجود طرف ثالث. وكذلك أيضا فهي تختلف عن الشعور بالغبطة والتي تعني التوق للحصول على تلك الامتيازات دون تمني زوالها عن صاحبها.

كيف تولد الغيرة؟

تولد الغيرة من مشاعر قديمة لعدم الأمان بالإضافة إلى حب التملك، عادة ما يكون الأشخاص الغيورون قليلي الثقة بأنفسهم كما يعتقدون بأنهم غير كافين؛ أي أن شريكهم في العلاقة أفضل منهم بشكل من الأشكال لذا فهو يستحق شريكاً أفضل! يعتبر أولئك أن تخلّي الشريك عن هذه العلاقة وارتباطهم بشخص “أفضل” هو مسألة وقت فقط! يرى بعضهم أن العلاقة الجديدة للشريك قد تؤدي إلى انتقاص جودة علاقتهم الخاصة والحرمان من امتيازاتها، مما يدفعه إلى الغيرة بطريقة دفاعية عن العلاقة.

أسوأ ما في الغيرة أنها تجعلك تعلق داخل دائرة مغلقة، فعندما تجول في رأسك فكرة أن شريكك في العلاقة يهتم لأمر طرف ثالث، فإن ذلك سيدفعك لاستخدام أي جزء من التفاصيل كدليل يثبت صحة معتقدك مهما كان ذلك الدليل واهيا، مما يجعلك تقوم بسلوكياتٍ غير واعية تجاه شريكك، سلوكيات غاضبة وانفعالية عنوانها الاتهامات وهدفها حقنه بالشعور بالذنب، كل ذلك سيجعل شريكك مستاء وأكثر تحفظاً، وسيحمله إلى الابتعاد حقا عنك والهروب من الاتهامات الموجهة إليه، لأن بقاءه سيثقله بالشعور بالذنب والعنف والتوتر الناتج من الغيرة. تصرف الشريك بتلك الطريقة يقدم لك على طبق من ذهب دليلا واضحا على عدم شعوره بالرضى عن علاقتكما وبالتالي على نيته التخلي عن هذه العلاقة، مما يزيد من قوة شعورك ويزيد حدة سلوكيات الاتهام فتعلق داخل الدائرة الشرسة للغيرة أكثر فأكثر.

أنواع الغيرة والمرض نفسي:

تعتبر الغيرة في كثير من الأحوال غير مرضية وجزءا من طيف المشاعر التي يشعر بها الإنسان أثناء خوضه في العلاقات، في حين أن الغيرة الاستحواذية والغيرة الضلالية هما نوعان مختلفان من الغيرة المرضية؛

الغيرة الضلالية:

تتمثل الغيرة الضلالية -أو متلازمة عُطيل نسبةً إلى مسرحية شيكسبير الشهيرة- بمعتقدات قوية وخاطئة بعدم إخلاص الشريك وبالتالي اتهامات متكررة له والبحث الدائم عن أدلة تثبت خيانته والتحقيق معه بشكل مستمر بالإضافة إلى الملاحقة.

تتم معالجة الغيرة الضلالية بمضادات الذهان لإنها تعتبر اضطرابا ذهانيا، ولا نكتفي بالعلاج الدوائي فهناك الكثير من العمل العلاجي الكلامي الواجب حتى يستبصر المصاب وتزداد حصانته النفسية لهذه الأعراض.

الغيرة الإستحواذية:

في حين أن الغيرة الاستحواذية تتمثل باجترازات فكرية مؤلمة وغير عقلانية تدور حول خيانة الشريك، يصحبها تحققٌ قهري من سلوكه مع إدراك أنه لا يوجد دليل على عدم وفائه. تشبه هذه الغيرةُ السلوكياتِ القهرية الوسواسية وعليه فإنها تعالج بمثبطات إعادة امتصاص السيرايتونين بالإضافة إلى العلاج المعرفي السلوكي.

تكمن خطورة كلا النوعين من الغيرة بآثارهما المضرة بالعلاقة الزوجية كما من الممكن أن تشتد لتسبب القتل أو الانتحار، تشير الدراسات إلى عدم وجود اختلاف بين الجنسين في شدة الميل للغيرة، في حين تشير أخرى إلى أن الغيرة لدى الرجال كانت دافعا أقوى للقتل، وربما كان ذلك بسبب ميل الرجال أكثر للعنف.

الغيرة والصحة النفسية:

ترتبط الغيرة أحيانا ببعض مشاكل الصحة النفسية؛ كالفصام الذي تعتبر الضلالات والهلاوس من أهم أعراضه، والأمراض الذهانية التي تؤثر على الإدراك والمعتقدات والعاطفة، والقلق الذي يتمثل بتهويل المخاوف وتدني الشعور بالثقة بالنفس، واضطراب الشخصية الحدية الذي يعتبر الخوف من الهجران من أهم مميزاته.

كيف أتعامل مع الغيرة؟

أنا أغار..كيف أساعد نفسي؟ كيف أخرجها من تلك الدائرة الشرسة؟

طور من نفسك واعمل على نقاط الضعف لديك لا تجعل علاقتك مع شريكك هي التعويض عن قلة ثقتك بنفسك أو هي المكملة للنقص الذي تشعر به في لا وعيك، بل عليك أن تطور من نفسك وتعمل على نقاط الضعف لديك حتى تكون أقل تأثرا بتصرفات الآخرين.

كفَّ عن مقارنة نفسك بالآخرين، إن العلاقات ليست مساحة للتنافس، فكما أن لديك مزيجا من المميزات والعيوب، فإن ذلك ينطبق على الآخرين، سواء أظهر لك ذلك أم لم يظهر.

توقف عن السلوكيات التحققية باتجاه شريكك مثل تفتيشك في هاتف زوجتك، ومتابعة تعليقات أصدقاء زوجك على الفيسبوك، وملاحقة صديقك المقرب على الواتس آب ومحاولة التيقّن من فحص انشغاله مع آخر. اعلم أن كل تلك السلوكيات لن تضمن لك إخلاص الشريك، كما أن التوقف عنها لن يدفع شريكك للخيانة.

تعرّف على المواقف التي تحيط بتولّد الغيرة لديك؛ هل هي المناسبات الاجتماعية؟ أم غياب الشريك وانشغاله عنك؟ أم مرورك بيوم سيء؟ عندما تفعل ذلك ستكون أكثر وعياً لنفسك ونتاج تفاعلاتها، وبالتالي ستنجو بنفسك من الوقوع في فخ المواقف المولدة للغيرة.

تواصل مع شريكك في العلاقة: إذا كنت تشعر بالغيرة فعليك أن تتواصل مع شريكك وتحدثه عن مشاعرك، لكن انتبه! فطريقة كلامك مهمة جدا في تحويل مسار التواصل؛ فإذا كان كلامك يضجّ غضبا واتهاماتٍ على شريكك فإن الأمور ستتجه نحو الأسوأ. عليك أن تكون مباشرا في أفكارك لكن بطريقة ليست عدائية، اشرح مشاعرك بهدوء طالبا من شريكك التعاون معك لمحاولة إيجاد حل لتلك المعضلة، سيؤدي ذلك إلى عدم نفور الشريك وتقبله لمشاعرك وستكون نتائج النقاش أكثر إيجابية.

تأمل بعمق أكثر في الأفكار التي تولّد الغيرة لديك؛ حاول التنقيب في أفكارك التلقائية واستنتاجاتك غير الواعية التي تدور في رأسك مثل ” أنا لا أستحق الحب ” ، ” الجميع أفضل مني “. عندما تتوصل إلى تلك الأفكار ستكون أكثر مقدرة على تعديلها وبالتالي تعديل المشاعر والسلوكيات الناتجة عنها.

أعد تعريف علاقتك مع الآخر في خارطتك الذهنية، فالآخر ليس ملكا لك ولا تستطيع التعامل معه كما لو أنه جزء من مقتنياتك، بل هو روح حرة قبلت الارتباط بك لرغبتها في ذلك، إن سلوكيات الغيرة لديك لن تمنعها من الارتباط بغيرك.

انظر إلى السيناريو من خلال عيني شريكك في العلاقة، عندها ستعلم أنه من غير الممكن والمعقول أن تلغي كافة ارتباطاتك في العمل أو الدراسة أو علاقات العائلة والصداقة وممارسة الهوايات أو حتى قضاء بعض الوقت منفردا لتختزل كل وقتك بصحبة شريكك. وضع مسافة أمان بينك وبين شريكك ستضمن لكليكما التوازن المطلوب للقيام بالواجبات بشكل مرضٍ.  إذا أتقنت هذه المهارة فلن تقع ضحية للإحباط بعد توقعك أن شريكك سيكون متاحا لك طيلة الوقت.

إن العامل الأساسي في التخفيف من حدة الغيرة هو كسر دائرة الغيرة التي ذكرناها سابقا، تعرّف على دائرتك الخاصة واكسر تسلسلها لتكبح جماح أفكارك ومشاعرك السلبية فلا تقع علاقتكما فريسة السلوكيات المؤذية الناتجة عن الغيرة.

هل ترتبط بشخص يعاني من الغيرة؟

ولأن الغيرة وآثارها المؤذية لا تقتصر على من يشعر بها، بل تتعداه إلى الطرف الآخر في العلاقة، فإليك يا من تربطك علاقة بشخص يعاني من الغيرة هذه النصائح:

عليك أن تدرك أن مسألة الغيرة هذه لا تتعلق بك بل بشريكك، وبذلك ستكون أكثر حكمة في التصرف معه ولن تدع مجالا للغضب ليسيطر عليك.

قابل تصرفات الغيرة بطمأنة شريكك عن مكانته عندك، حدثه عن ميزاته وجاذبيته، عن ذكرياتكما معا. ستطفئ تلك السلوكيات نار الغيرة لديه لا محالة. بإمكانك أن تسأله عن ما يشعره بالطمأنينة من سلوكيات لتقوم بها عند اللزوم. لكن احذر من أن تقع ضحية للابتزاز العاطفي من قبل شريكك، فتراه يفتعل المواقف التي تبرر غيرته ليكسب تلك التطمينات منك، لا تجعل تصرفاتك رهن انفعالاته بل قم بها بدافع الامتنان للعلاقة والمحافظة عليها عندما ترى ذلك مناسبا.

تجنب استخدام الجمل التي تحتوي على اتهامات أو إطلاق أحكام علي شريكك، فمثلا بدل أن تستخدم عبارة ” أنت شخص غيور، عليك أن تتغلب على شعورك بعدم الأمان في هذه العلاقة! ” يمكنك أن تقول ” أتفهم أن صداقتي مع فلان هي مصدر قلق لك، لكن امنحني الفرصة لأشرح لك لم عليك ألا تقلق”.

حتى عند انزعاجك من سلوكيات الغيرة لدى شريكك، فلا تلوّح بإنهاء العلاقة ، لا تقل ” إذا استمر جنونك هذا فسأرحل للأبد!” لأن ذلك لن يؤدي إلى تخفيف الغيرة لدى شريكك بل على العكس سيتسبب ذلك في هلعه.

بإمكانك ببساطة أن تحرص على أن يقع هذا المقال بين يدي شريكك الذي يعاني من الغيرة.

وأخيرا نود الإشارة إلى أن مشاعر الغيرة يصعب البوح بها لأنها لا تلقى التعاطف ولا الترحيب اللذان تحظى بهما مشاعر مؤلمة أخرى كالحزن والخوف، فإذا لم تكن التعليمات السابقة كفيلة بمساعدتكما على تجاوز هذه المشاعر الصعبة فلا تترددوا باستشارة المختصين القادرين على مساعدتكم في فهم وإدارة هذه المشاعر.

اضطراب طيف التوحد – Autism Spectrum Disorder

2148524673

من هم المصابين باضطراب طيف التوحد:

المصابين باضطراب طيف التوحد يُمكن أن يتصرفوا ويتواصلوا ويتفاعلوا ويتعلموا بطرق تختلف عن الأشخاص الآخرين ، وغالبًا لا يوجد شيء في مظهرهم الخارجي يميزهم عن الآخرين، وتتفاوت قدراتهم بشكل كبير؛ على سبيل المثال: قد يتمتع بعضهم بمهارات في المحادثة متقدمة بينما قد يكون آخرون غير قادرين على الكلام. في العموم يحتاج بعض المصابين بـاضطراب طيف التوحد  للكثير من المساعدة للتكيف مع حياتهم اليومية، في حين يمكن لآخرين العمل والحياة بقليل من الدعم أو بدونه.

بداية وتطور الإصابة باضطراب طيف التوحد:

يبدأ اضطراب طيف التوحد قبل سن الثالثة من العمر ويمكن أن يستمر طوال حياة الشخص، على الرغم من أن الأعراض قد تتغير بمرور الوقت. ويظهر بعض الأطفال أعراض اضطراب طيف التوحد في الأشهر الـ 12 الأولى من حياتهم، بينما قد لا تظهر الأعراض عند البعض الآخر إلا عند بلوغ  24 شهرًا أو أكثر. ويكتسب بعض الأطفال المصابين بـ اضطراب طيف التوحد مهارات جديدة ويحققون مراحل النمو التطوري حتى عمر 18 إلى 24 شهرًا تقريبًا، ثم يتوقفون عن اكتساب مهارات جديدة أو يفقدون المهارات التي كانوا يمتلكونها.

ومع نمو الأطفال المصابين بـ اضطراب طيف التوحد ودخولهم مرحلة المراهقة والشباب، قد يواجهون صعوبات في تكوين والحفاظ على الصداقات والعلاقات ، والتواصل مع الأقران والبالغين، أو فهم السلوكيات المتوقعة(الضمنية) في المدرسة أو مكان العمل. وقد يلاحظ مقدمي الرعاية الصحية وجود حالات تعاني من القلق anxiety، والاكتئاب depressionأو اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه ADHD – Attention-Deficit/Hyperactivity Disorder، والتي تحدث بشكل أكثر شيوعًا لدى الأشخاص المصابين بـ اضطراب طيف التوحد مقارنة بغيرهم.

أعراض اضطراب طيف التوحد:

غالبًا ما يواجه المصابون بـاضطراب طيف التوحد مشكلات بالتواصل الاجتماعي والتفاعل، والعلاقات ، بالإضافة إلى سلوكيات أو اهتمامات محدودة أو حركات متكررة(لزمات) . قد يكون لديهم أيضًا طرق مختلفة في التعلم أو الحركة أو الانتباه. هذه الخصائص قد تجعل حياتهم صعبة.

برامج الدعم والملاحظة المبكرة:

لدى الوالدين القدرة على مساعدة أطفالهم على التعلم والنمو والحياة والتكيف معها ، وطورت برامج وأدوات ووسائل لتحسين مراحل النمو التطوري للأطفال ومشاركة هذا التحسن أو أي مخاوف مع طبيب الطفل بكل زيارة.

ومن ضمن هذه البرامج برنامج “Learn the Signs. Act Early.”  والذي يهدف لتحسين التعرف المبكر على تأخر النمو والإعاقات مثل اضطراب طيف التوحد، من خلال تشجيع الملاحظة المبكرة لتطور الطفل من قبل الأسر، ومقدمي الرعاية، ومقدمي الخدمات الصحية، وغيرهم من المهتمين .

عيادات طمأنينة للتأهيل والعلاج النفسي…… معك خطوة بخطوة نحو الاهتمام ورعاية طفلك .

الفصام

2149332562

ما هو الفصام؟

الفصام هو حالة صحية عقلية مزمنة يؤدي الى مجموعة متنوعة من الأعراض النفسية، وغالبًا ما يصف الأطباء النفسيين الفصام كنوع من الذهان ( psychosis ) ، ما يعني أن الفصامي قد لا يكون دائمًا قادر على التمييز بين أفكاره الخاصة والواقع ( الانفصال عن الواقع ).

أعراض الفصام:

      -الهلاوس ( Hallucinations ) مثل سماع أو رؤية أو الإحساس  بأشياء غير موجودة بالواقع.

     -الضلالات ( Delusions ) هي معتقدات غير عقلانية وغير مبنية أو متصلة بالواقع.

    – تشوش الأفكار والكلام بناءً على الهلاوس أو الضلالات.

     – الكلام غير المنظم .

    – فقدان الدافع والاهتمام بالأنشطة اليومية في الحياة.

    – انعدام الرغبة بالعناية بنفسه واحتياجاته، مثل عدم الاهتمام بالنظافة الشخصية أو العمل .

    – الرغبة في تجنب الآخرين، بما في ذلك الأصدقاء والمقربين .

    – الشعور بالانفصال عن المشاعر أو الأحاسيس.

أسباب الفصام:

   – السبب الدقيق للفصام غير معروف، لكن معظم المتخصصين يعتقدون أنه ناتج عن مزيج من العوامل الوراثية والبيئية والتفاعل بينهما.

– يُعتقد أن بعض الأشخاص مهيئين أكثر للإصابة بالفصام (الوراثة) ، وأن بعض الظروف مثل حدث حياتي ضاغط أو تعاطي المخدرات يمكن أن تحفز ظهور الفصام (البيئة).

علاج الفصام:

– عادة ما يُعالج الفصام بمزيج من الأدوية والعلاج النفسي بناء على خطة تدخل تناسب الفصامي.

– في معظم الحالات، قد تحتوى ادويته على  مضاد للذهان Antipsychotic Medicines  والعلاج السلوكي المعرفي Cognitive Behavioural Therapy – (CBT)

– عادةً ما يتلقى الفصامي المساعدة من فريق الصحة النفسية، الذي يقدم الدعم والعلاج اليومي وفقًا لاحتياجات كل فرد.

– الكثير من الفصاميين يتعافون ، رغم أنهم قد يمرون بفترات انتكاسات Relapses

– يمكن للدعم النفسي  والعلاج  التكاملي ( الدوائي – النفسي – الاسري ) تقليل تأثير الفصام على الحياة اليومية.

وعلى الرغم من عدم وجود علاج نهائي للفصام، فإن الأبحاث تؤدي إلى علاجات مبتكرة وأكثر أمانًا ، كما يواصل العلماء والخبراء دراسة أسباب المرض من خلال دراسة الوراثة ، وإجراء البحوث السلوكية ، واستخدام الأشعة  المتقدمة لفحص بنية الدماغ ووظيفته. وهذه الأساليب تحمل وعدًا وأملا بتطوير علاجات جديدة وأكثر فعالية.

العيش مع الفصام:

إذا تم إدارة الفصام بشكل احترافي ، فمن الممكن تقليل احتمالية حدوث انتكاسات في الأعراض شديدة ، ويشمل ذلك:

  • التعرف على مؤشرات النوبة الحادة Acute Episode والتنبؤ بها والتعامل معها دوائي ونفسيا .
  • التحدث مع الأهل حول سبل دعم الفصامي وتفهمه والتفاعل معه بكفاءة.
  • الاشتراك في مجموعات الدعم التي تقدم المساعدة والنصائح حول كيفية العيش والتفاعل وتقديم الدعم للفصامي.

متى يجب طلب الاستشارة النفسية:

  • لا يوجد اختبار واحد لتشخيص الفصام ، وعادة ما يتم التشخيص بعد تقييم من قبل الطبيب النفسي.
  • معظم المصابين بالفصام ليسوا أكثر خطورة أو عنفًا من عامة السكان، وقد يكونون في الواقع أكثر عرضة لأن يكونوا ضحايا للجرائم.
  • إذا كنت تعاني من أعراض الفصام، يجب مراجعة طبيب نفسي في أقرب وقت ممكن ، وكلما تم اكتشاف وعلاج الفصام مبكرًا، كانت النتائج أفضل.

لذا من المهم أن يتم الاعتناء بمريض الفصام وطلب الخدمة من فريق من المتخصصين ( الأطباء النفسيين – والمعالجين النفسيين) بعيادات طمأنينة للتأهيل والعلاج النفسي .

الاكتئاب والاختلالات الجنسية

2149354228

الاكتئاب والاختلالات الجنسية

تؤدي الحياة الجنسية دورًا مهمًا في بناء علاقة عاطفية وجسدية حميمة مع شريك الحياة، وقد تساعد هذه العلاقة في مواجهة ضغوط الحياة ، يُعتبر الاختلال الجنسي أحد الأعراض الشائعة لاضطراب الاكتئاب ، فغالبًا ما تم ملاحظة انخفاض الرغبة الجنسية لدى المكتئبين ، لكنه لا يقتصر على ذلك، إذ يمكن أن تشمل الاختلالات الجنسية أيضًا ضعف الإثارة، مما يؤدي إلى جفاف المهبل عند النساء أو ضعف الانتصاب عند الرجال، بالإضافة إلى غياب أو تأخر النشوة الجنسية لدى الشريكين .

كما تُعد الإختلالات الجنسية أحد الآثار الجانبية الشائعة لمعظم مضادات الاكتئاب (العلاج الدوائي للاكتئاب)، وهو سبب رئيسي لتوقف البعض عن تناول الدواء مبكرًا،  ومن بين هذه الأدوية، تُعتبر مثبطات إعادة امتصاص السيروتونين الانتقائية الأكثر استخدامًا، ولها تأثير واضح على الإثارة والنشوة الجنسية مقارنة بمضادات الاكتئاب الأخرى التي تستهدف الموصلات العصبية الأخرى مثل النورإبينفرين أو الدوبامين أو الميلاتونين.

وهدفت دراسة (Reddy et al., 2020) للتعرف على مدى انتشار وأنواع الخلل الجنسي لدى النساء المصابات بالاكتئاب مقارنة مع النساء غير المصابات به وشملت الدراسة 270 مشاركة من مستشفى تعليمي، واظهرت النتائج أن 46.66% من النساء المكتئبات تعاني ضعفًا جنسيًا

في النهاية ان وجود مضادات اكتئاب جديدة لا تسبب خلل جنسي أو تقلل منه يعد تقدمًا علميا مهمًا في علاج اضطرابات المزاج خصوصا الاكتئاب ، إذ يساعد على التزام المرضى بالعلاج ويقلل الحاجة لتغيير الدواء  أو تعديل جرعاته أو إضافة أدوية أخرى.

تذكر أن الوعي بداية العلاج وفي عيادات طمأنينة للتأهيل والعلاج النفسي منحى تكاملي بين العلاج الدوائي والعلاج النفسي التأهيلي لتحقيق التعافي؛ مما ينعكس على حياة المريض واسرته.

عيادات طمأنينة للتأهيل والعلاج النفسي … معك خطوة بخطوة .

 

 

فرع مدينة جدة

السبت - الخميس

من 2:00 م - إلى 10:00 م

دعم ووقاية وعلاج

فرع مدينة تبوك

السبت - الخميس

من 9:00 ص - إلى 10:00 م