
القلق الصامت: حين يخفي الشخص معاناته بابتسامة
في زحام الحياة وتسارع إيقاعها، قد نصادف أشخاصًا يبدون في قمة الاتزان، يوزعون الابتسامات بسخاء، ويمتلكون كلمات طيبة للجميع. لكن خلف هذه الصورة الهادئة، قد يختبئ قلب مثقل بالقلق، وروح تتألم بصمت. هذا ما يُعرف بـ القلق الصامت – اضطراب نفسي لا يقل حدة عن غيره، لكنه غالبًا ما يمر دون أن يلاحظه أحد.
ما هو القلق الصامت؟
القلق الصامت هو حالة يعيش فيها الفرد مشاعر التوتر والخوف والاضطراب الداخلي، دون أن يُظهر أي من هذه العلامات للآخرين. بل على العكس، قد يبدو في غاية التفاؤل والاجتماعية، مما يجعل من حوله يظنون أنه في أفضل حالاته.
يُعرف هذا النوع من القلق أيضًا بـ”القلق المقنّع” أو “القلق عالي الأداء” (High-Functioning Anxiety)؛ لأن الشخص يبدو ناجحًا وفعالًا في مهامه اليومية، لكنه يعيش صراعًا داخليًا مستمرًا.
لماذا يخفي البعض قلقهم؟
تتعدد الأسباب التي تدفع الأشخاص لإخفاء قلقهم، منها:
الخوف من وصمة المرض النفسي.
الرغبة في الظهور بمظهر قوي ومتماسك.
الشعور بالمسؤولية تجاه الآخرين، كأن يكون الشخص قائدًا أو والدًا أو معلمًا.
عدم إدراك أن ما يشعر به هو اضطراب نفسي يستدعي الاهتمام.
علامات القلق الصامت
رغم أن ملامحه لا تكون ظاهرة، إلا أن هناك مؤشرات يمكن ملاحظتها:
الإفراط في التفكير والتحليل.
الكمالية والسعي المفرط للإنجاز.
صعوبة في النوم أو الاستيقاظ المتكرر.
توتر عضلي أو مشاكل جسدية مزمنة (مثل الصداع أو اضطرابات المعدة).
صعوبة في الاسترخاء حتى في أوقات الراحة.
العواقب النفسية والجسدية
ترك القلق دون علاج يمكن أن يؤدي إلى مضاعفات خطيرة، منها:
نوبات هلع.
اضطرابات النوم المزمنة.
الاكتئاب.
مشاكل في القلب والجهاز الهضمي.
ضعف في الأداء الوظيفي والاجتماعي.
كيف يمكن المساعدة؟
من المهم خلق بيئة آمنة وداعمة تشجع على الحديث عن المشاعر دون أحكام. وفي حال استمرار الأعراض، يُنصح بالتوجه إلى مختص نفسي لتقييم الحالة وتقديم العلاج المناسب.
عيادة طمأنينة للتأهيل والعلاج النفسي
في عيادة طمأنينة، ندرك أن الابتسامة لا تعني دائمًا السلام الداخلي. لهذا، نوفر بيئة علاجية سرية وآمنة تساعد الأفراد على فهم مشاعرهم، وتقديم برامج تأهيل نفسي مخصصة تتضمن جلسات فردية، واستراتيجيات فعالة لإدارة القلق وتحسين جودة الحياة.
نسير معكم بخطى هادئة نحو الطمأنينة الحقيقية.